نقلا عن الكلمة اونلاين
التوافق ليس مجرد جمع ممثلين عن مختلف عائلات بسكنتا وأحزابها السياسية في قائمة موحّدة، بل هو رؤية شاملة تسعى إلى تجاوز الخلافات، ورأب الصدع بين الأطراف المختلفة، إيمانًا بأن بسكنتا لا تضم عائلات متصارعة، بل فقط وجهات نظر سياسية متنوعة. وكما هو معلوم، فإن الروابط العائلية والانتماءات السياسية متشابكة إلى حدٍّ بعيد، مما يجعل التقارب بين الجميع أمرًا ممكنًا بل وضروريًا.
هدفنا ليس فقط التوفيق بين الأحزاب، بل تحقيق توافق حقيقي يعكس الانسجام بين العائلات والقوى السياسية، بحيث يعمل الجميع يدًا بيد بروح التعاون والمسؤولية. وأشعر بفخر كبير لأننا نجحنا في تحويل التباينات إلى مكامن قوة، وجعل التنوع عامل إثراء بدلاً من أن يكون مصدر انقسام، مما أدى إلى تكوين فريق موحّد يعمل بانسجام لتحقيق رؤية طموحة لبسكنتا.
وفي هذا السياق، قمت بصياغة ميثاق الشرف التوافقي، الذي وقّعت عليه جميع الأحزاب باستثناء حزب الكتائب، الذي طرح بعض التحفظات التي لم نتمكن من تلبيتها. فوفقًا لما أبدت الكتائب، إنه إذا كانت هناك قائمة منافسة ولو واحدة، يجب أن أنسحب من الانتخابات! لكن مفهوم التوافق الذي أؤمن به لا يعني فرض قائمة واحدة أو إلغاء التعددية الديمقراطية، بل يعني تجاوز الانقسامات السياسية وتعزيز التعاون على أسس بناءة. فالتوافق لا يعني احتكار المشهد، بل يمكن أن تتواجد عدة قوائم توافقية، طالما أنها قائمة على مبدأ الوحدة والشراكة بدلاً من التنافس الهدّام.
أما بخصوص سؤالك حول موقف الكتائب وما إذا كانت تمتلك الدعم الكافي للمضي في خيارات أخرى، فإن موقفنا واضح وثابت: نحن نركّز على عملنا وعلى تحقيق رؤيتنا. مع ذلك، فإن الكتائب ليست مستبعدة، فنحن نثق بأنهم سيختارون ممثلاً كفؤًا ليكون جزءًا من قائمتنا، وسنكون فخورين بانضمامه إلينا.
أما بالنسبة إلى حركة المرّ، فنحن نحافظ على علاقة تعاون وثيقة وفعّالة معهم، وقد أثبتوا مشكورين دعمهم القوي والثابت لقائمة التوافق، مما يعكس إيمانهم بالمسار الذي اخترناه لبسكنتا.
هدفنا ليس فقط قائمة موحّدة، بل هو رؤية إدارية وتنموية تهدف إلى خلق بيئة سياسية متجانسة تُمكّننا من التركيز على الإصلاح والتطوير. إن العمل المشترك بين العائلات والأحزاب ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة ضرورية لتحقيق نهضة حقيقية، وهذا ما يدفعنا إلى التركيز على أولويتين أساسيتين:
1. إعادة هيكلة الجهاز البلدي واللجان
نسعى إلى إعادة بناء الهيكلية الإدارية للبلدية ولجانها، بحيث تصبح أكثر كفاءة وفاعلية، قادرة على التخطيط والتنظيم والقيادة والإشراف على مختلف الخدمات والمشاريع التي تشكل الركيزة الاساسية للخطة الرئيسية لبلدتنا. فبلدية حديثة ومتطورة تحتاج إلى جهاز إداري قوي يواكب تحديات العصر، ويضمن تنفيذ رؤية تنموية شاملة تخدم مصلحة جميع المواطنين.
2. ترسيخ الشفافية والمحاسبة
نؤمن بأن لكل مواطن في بسكنتا الحق الكامل في معرفة كيفية إدارة الموارد البلدية، ومن هذا المنطلق، سنحرص على تقديم تقارير دقيقة ومفصلة حول كافة الإيرادات المالية، بالإضافة إلى كشف واضح لكيفية إنفاق كل قرش. إن الشفافية ليست مجرد شعار، بل هي أساس الثقة بين البلدية والمواطنين، وهي الضمان الوحيد لنزاهة العمل البلدي واستدامة الإنجازات.
نحو مستقبل يليق ببسكنتا وأبنائها
نحن فخورون ببسكنتا، بتاريخها العريق، وأهلها الطيبين، وبإرثها الذي نطمح إلى تعزيزه للأجيال القادمة. هدفنا ليس فقط أن نبني قائمة انتخابية، بل أن نرسم مسارًا واضحًا لمستقبل زاهر لبلدتنا الحبيبة. نحن ملتزمون بوضع معايير عالية في تشكيل الهيئات البلدية للانتخابات وبرنامج بلدي جريء، شامل، ملائم، وحديث، بحيث تكون الشفافية، الاحتراف، والتوافق الحد الأدنى المقبول لدى مواطني بسكنتا. وسنسعى باستمرار إلى رفع سقف هذه المعايير، متطلعين ليس فقط إلى تحقيق الحد الأدنى من الكفاءة، بل إلى بلوغ أعلى مستويات التميز في الإدارة والخدمات العامة.
كما أنني آمل بصدق أن تتبنى جميع القوائم الانتخابية الأخرى نفس النهج القائم على الوحدة والكفاءة والشفافية. وفي حال لم نحظَ بثقة الناخبين، وهو احتمال ضئيل جدا، فإنني سأكون سعيدًا بالخسارة أمام قائمة تقدم رؤية أفضل لبسكنتا، لأن الامر لا يتعلق بطموح شخصي اطلاقا والغاية الأسمى ليست الفوز بالمناصب، بل تحقيق الأفضل للبلدة وأهلها.
بقيمنا نزرع، بتوافقنا نحصد.